منتديات الرقة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ابنائنا اكبادنا تمشي على الارض

اذهب الى الأسفل

ابنائنا اكبادنا تمشي على الارض Empty ابنائنا اكبادنا تمشي على الارض

مُساهمة  ابن نهر الفرات الجمعة أغسطس 05, 2011 6:50 pm

santa 0أولادنا أكبادنا تمشي على الأرض



لولا بنيات كزغــــــــــب القطـــــــا
حططـــــــن من بعـــض إلى بعض
لكـــــــــان لي مضطرب واســـــع
في الأرض ذات الطول والعرض
وإنما أولادنـــــــــــا بيننـــــــــــــــا
أكبـــــــــــادنا تمشي على الأرض
إن هبــــــــــت الريح على بعضهم
لم تشــــــــــــبع العين من الغمض


ما تمثلت أمامي هذه الأبيات لحطان بن المعلا الطائي إلا وتذكرت قول من لا ينطق عن الهوى : "إن من الشعر لحكمة" .
فأولادَنا بعض منا وبضعٌ منا ، لا ينزل أحد منزلتهم كائناً من كان، ولو كان الوالدين ، ولهذا ذكّر الله سبحانه الأبناء بمنزلة الوالدين، وأوصاهم بهم خيرا بل وبمصاحبتهما معروفاً حتى لو كانوا على الشرك ، ولم يوصٍ الوالدين بالأبناء لأن ذلك مما جُبلت عليه فطرُهم واستقرّ في قلوبهم، لا حاجة للتذكير به أوالحضّ عليه.
والحب أصناف تتميز بتميز طرفيه، فحب الرجل لزوجه غير حبّ الرجل لأبويه، وكلاهما يختلف عن حبّه لأبنائه، وحب الأباء للأبناء حبُّ خاص مميّز لا مثيل له. فالمرء لا يتمنى أن يكون على الأرض أفضل منه علماً وأكثر منه مالاً وأعلى منه قدراً إلا وليده، فلذة كبده. وهو حب يَنْعَم به الآباء حينا ويشقوْن به أحياناً.
يفرح الإبن بنجاح فيفرح الأب لفرحه، إذ إن فوزَه فوزُه ورفعَتِه رفعتُه، ويعترى الإبن ألماً، فتتداعي الآلام على الأبِ أضعافاً مضاعفة، فهو إن فرح لفرحه مرة، ألم لألمه مرات ومرات.
ثم هو لا يستطيع إلى درء ذلك سبيلا ولا يقدر على أن يتحوّل عنه تحويلا، وها هو نبي الله يعقوب عليه السلام يبكى على ابنه يوسف عليه السلام حتى يفقد البصر، فسبحان من جعل هذا الحب مصدرا للنعيم تارة وللشقاء تارات.
ثم إن أفضل ما يتمنى المرء أن يبلغ من منزلة أن يكون أكثر قرباً لله وأطوع له. ومن هنا نرى ذلك الخطأ الذي يقع فيه الكثير من الآباء، الذين يقصّرون في حقّ حبهم لأبنائهم حين يُقصِرون هذا الحب على توجيه الأبناء للتميّز في الدنيا، والسعي وراء المال والمنصب، دون أن يكون للنصيحة بطاعة الله والإلتزام بشرعه مكان في هذا التوجيه.
من هنا ندرك مكانة تلك الآية الكريمة التي جمعت الوصايا العظيمة على لسان لقمان عليه السلام وهو يعظ ابنه ويوجهه بأفضل ما ورد على لسان أب لإبنه.
وحريّ بكل أب مسلم أن يترسّم خطى لقمان عليه السلام فيما نصح به ابنه ليضمن له الرفعة في الدنيا والفوز في الآخرة.
الآيات الحكيمة تجسد كلّ ما يأمل أب أن يراه في ابنه الذي يعظه بكل ما في قلب الأب من رحمة بإبنه، عظات أضحت بعد أن تضمنها كتاب الله، موجِهاً عاماً للآباء في تربية أبنائهم وحملهم على الجادّة في كل زمان ومكان.
فيا أيها الآباء احفظوا تلك الآيات من سورة لقمان ، فوالله انه كلام الله على لسان لقمان ، وانه منهج النصح والارشاد السليم الوافي : يقول الله تعالى :
“وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (15) يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19) .

الوصايا ترتيبا كما وردت في الآيات :

1- زرع التوحيد في نفوس الأبناء بأن لا اله الاالله أحد فرد صمد .

2- جبله على بره بوالديه ، لأن البر بالوالدين صفاء للنفوس ، ومدعاة لرقة القلوب الدافئة .

3- اقامة أركان الدين ، وعمادها الصلاة ، والحض على الخير ، والمبادرة الى فعله .

4- الصبر على الابتلاءات والمكاره والايمان المطلق بالقضاء والقدر .

5- تعويد الابن على الأنفة والعزة ، والبعد عن التكبر والخيلاء ، وشتان ما بين الاثنين .

6- خفض الصوت قوة في الحجة ، ووقار في الشخصية .

فضعوا تلك الوصايا الست بين أعينكم ، وتمثلوها أمام فلذات أكبادكم قولا وعملا ، يجعل الله لكم فيهم خيرا ، ويقر أعينكم بهم .
ابن نهر الفرات
ابن نهر الفرات

المساهمات : 101
تاريخ التسجيل : 23/07/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى